أيها المتزوجون الجدد.. لا تسمعوا نصائحنا

الناصح عموماً حين يتبرّع بالنصيحة فإنّه في الغالب لا يتلبّس بحالة المنصوح، بل يكون لديه القالب العام للنصيحة ، وكليشهات جاهزة تناسب حالة الشخص الذي أمامه، والظرف الذي اضطره للنصح ( نصيحة دينية، أسرية، ثقافية ، اجتماعية، سياسية ، فكرية إلخ .. ) لذا تكون النصائح التي تقدم “منزوعة الدسم” وبلا روح لأنها لم تمسّ شغاف قلب السائل، وهو وحده( السائل) الذي يعرف بالضبط ماذا يعاني لكنه لا يعرف كيف يتصرف..
ولذا فإن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لوابصة رضي الله حين قال له :” اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ” توضح شفافية النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره لشخصية المنصوح، وبالتأكيد هذه الفتوى لا تصلح لكلّ الناس ، ولولا علم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بحال “وابصة” ما نصحه بها ( ولا أعلم أنّه قالها لغيره ) ..
الشاهد من ذلك ، أن موجة النصائح الدارجة هذه الأيام ( ولا أبرئ نفسي )  وخصوصاً في الحياة الزوجية للمتزوجين الجدد ،يجب أن تكون مضبوطة بأمرين اثنين :
1- الأهلية للناصح
2- الدراية الكاملة والخبرة بالنصيحة وليس مجرد حفظها
طبعاً لا يختلف أحد أن درجات النصيحة ليست واحدة ، ولا يشترط في جميعها التمرس ، بل يكفي مجرد الإشارة لما يعرفه المرء دون خوض في التفاصيل، أما في المواضيع الحساسة جداً ( وخصوصاً النصائح الزوجية ) فإنّ التشديد يكون أشد لأنّ الأثر الناتج عن نصيحة خاطئة هو دمار أسرة أو على الأقل تشويه معاني سليمة في نفوسنا ..
===
مامنا أحد إلا وجاءته عشرات النصائح قبل الزواج بشأن حسن التبعّل للمرأة أو لزوجها، وكأنها ” كتالوج مقدس” من طبّقه نجح في الاختبار ، دون مراعاة لنفسية الزوجين وأنّ ما يصلح لـ[ س] من الناس قد لا ينفع مع [ ع ] وأنّ طباع الناس ليست واحدة وتختلف حسب البيئة والتعليم والجو الأسري العام الذي نشأ فيه الزوجين وأسباب أخرى كثيرة ..
ثم دوناً عن ذلك بعض النصائح تُعتبر ” تدخلاً سافراً ” في حياة اثنين قررا ممارسة كل الأخطاء التي يرونها ملائمة لاكتشاف حياة فريدة هم فقط أبطالها..
===
يعرف من حاز شهادة “القيادة ” أنّه لا بد له من اختبارين ” نظري وعملي ” وأنّ تكرار أربعة أخطاء أو مخالفات قد تؤدي إلى سحب الرخصة منه وإعادة الاختبار مرة أخرى ريثما يصبح جاهزاً للقيادة..
النصيحة في قيادة السيارة بشكل خاطئ قد تخسر بسببها إنسان ، لكن الخسائر المترتبة على نصائح زوجية ” غبية ” قد تؤثر على جيل كامل..
لذا فإنّ أي شخص لم يتجاوز الـ 4 سنوات زواج ، ولم يكن مختصاً ، ويصدّر نفسه للنصح والتعليم في الحياة الزوجية السعيدة علينا أن نسحب منه زوجته حتى يتوب إلى الله من هذا العبط.

3 تعليقات

  1. هههههههههههه السطر الأخير ضحكني بقوة, الإشكال لو كانت المرأة المتزوجة هي من تصدّر نفسها للنصح وماتجاوزت ثلاث سنوات زواج هذي بالله كيف نسحب زوجها منها؟ :d

اترك رد