الثابت والمتحول

كتابة “تغريدة” تشبه رمي قطعة نرد بدون انتظار النتيجة، ترمي الأحرف في المربع الأبيض ثم تغادر، الأمر مختلف قليلاً حين تكتب “تدوينة”، لعلها تشبه أكثر مباراة شطرنج غير احترافية.

مجهول

الكتابة لمنصات التواصل الاجتماعي أخفّ وطأة وأكثر يسراً؛ مع أنها -وياللمفارقة- أشد ثباتاً في القلب، وحضوراً في الذهن مما يجري في بوابات المدونات المخفية.

المعضلة

حين أمرّ باقتباس مميز، أو مشهدٍ مميز، أو ترشيح لمقطع صوتي أو مرئي فإنّ أول ما يخطر ببالي ( منصات التواصل الاجتماعي) بالدرجة الأولى، ومن ثَمّ ثلّة مقرّبة أعرف أن مشاركتي إياها هذه التفاصيل لن تجعلها تذبل وتموت.

منذ اعتيادي على تقليد الانكفاء السنوي عن “منصات التواصل” وفي الأيام القليلة اللاحقة لهذا الانكفاء يتبادر السؤال الوجودي: لو لم يرَ أحدٌ الشجرة الساقطة في الغابة ولم يسمع صوت ارتطامها، هل يمكن أن نقول إن الشجرة سقطت؟ يمكنني مدّ هذا السؤال إلى أقصاه والسؤال عن الأثر الممتد للأشياء التي تُصنع في الخفاء أو بعيداً عن الأضواء، وحين يعرف الناس بها هل يكون احتفائهم بها بنفس القوة لو كانت تحت الضوء؟

تناقض أو اتساق؟

أعرفُ صديقاً يُنتج في السنة من 3 إلى 5 كتب ترجمة، ويكتبُ عدداً من المقالات المحكّمة، ويشرف على عدّة منصات للبحث والكتابة، إضافة إلى كونه أباً وزوجاً وابناً وصديقاً يقوم بهذه المهمات كلها على أتم وجه، وصفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي توحي بأنّ هذا الشخص منقطع عن العالم الخارجي (الداخلي) وهذا ليس بصحيح، وفي المقابل هناك من ينغمس إلى أذنيه فيها ويُظهر عكس ما يجري في الواقع، لكن حياته اليومية “باهتة” ولا إثارة فيها.

الحل؟

الحل الوسطي كي لا تموت هذه المشاركات هو تدوينها، سواء تدوين ذاتي شخصي لا يطلع عليه أحد، أو تدوين علني -كما يحدث الآن- ولأني من أنصار الفكرة التي تقول: بإمكانك الاستمتاع باللحظة وتوثيقها في الوقت ذاته دون أن ينقص ذلك من أثر أياً منها، آثرتُ أن تكون هذه التدوينة لمشاركة الأصوات العالية التي تطرق باب رأسي، ولم أجد مكاناً أنسب من هنا لنشرها فهنا مدونت(ي).

مصدر الصورة البارزة: هنا

اترك رد