بعد حوالي سبعة أيام وثلاث ساعات وأربعون دقيقة وخمسٌ وعشرون ثانية ستفتح ستارة معرض إسطنبول الدولي للكتاب والذي سيمتد لمدة ثمانية أيام تقريباً ، ليكون هذا هو هو المعرض الرابع من ناحية العرض في مدينة إسطنبول ، والأول من ناحية المساحة والحجم وعدد دور النشر والفعاليات المرافقة له ( سبقه معرض الكتاب الأول في نوفمبر 2015 ومعرض مصغّر في شهر آذار عام 2016 ومعرض ثالث في مدينة عينتاب) .
المعرض الأول :
في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2015 وبين السادس منه حتى الخامس عشر ( 6-15 ) قام الأستاذ نواف القديمي صاحب دار الشبكة العربية للأبحاث والنشر وبرعاية خاصة منه بمغامرة ثقافية _ تحسب له طبعاً _ بافتتاح “أول معرض عربي للكتاب” في إسطنبول بحضور أكثر من 44 دار نشر، وبـ 5 آلاف عنوان تنوعت بين الفكر والأدب والروايات “وكانت _ حسب علمي _ التجربة الأولى في إسطنبول، والذي قال عنه الأستاذ نواف أنّه كان ” جس نبض ” للحراك الثقافي والمعرفي في المدينة” التي يقطنها حوالي مليون عربي من مختلف البلاد العربية وعدد لا بأس به من المفكرين والكتاب البارزين خاصة من بلاد الربيع العربي والمهاجرين القدامى..
تم اختيار “دار الكتّاب” قرب مسجد السلطان أحمد التاريخي ليكون مقراً له ( ورغم صغر حجم المكان نسبياً ، وقلّة الدور المشاركة 44 دار ، فقد اجتذبت تلك البقعة الصغيرة المملوءة كتباً ومعرفة عدداً لا بأس به من رواد القراءة وشداة العلم وكان عدد الزوار مفاجئاً للمنظمين وللزوار أنفسهم مقارنة بالمساحة الضيقة التي أقيم عليها المعرض، ومما كان لافتاً أيضاً أنّ 30 % من زوّار المعرض كانوا من الأتراك المتحدثين باللغة العربية أو الذين يدرسونها ) وقامت وكالة الأناضول الرسمية بتغطية هذا الحدث الثقافي البارز ، وتزامن مع هذا المعرض إقامة ندوات ومحاضرات لثلة من الأدباء والمفكرين ( أذكر منهم على سبيل المثال : الدكتور أبو يعرب المرزوقي ، والدكتور هبة عزّت رؤوف ، والباحث أحمد أبازيد والباحث حمزة مصطفى ، والدكتور سلمان العودة ، والشاعرين أسامة غاوجي و محمد عبد الباري ، والدكتور معتز الخطيب والدكتور مسفر القحطاني والدكتور والمعارض السوري برهان غليون وغيرهم ! ).
المعرض الثاني :
بعد نجاح المعرض الأول في إسطنبول أراد الأستاذ نواف إعادة التجربة في مدينة عينتاب التركية، وكان له ذلك بأن افتتح المعرض تحت رعاية الحكومة السورية المؤقتة في مدينة عينتاب بين 24- 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام.
المعرض الثالث:
لا أدري إن كان يصحّ أن نسميه معرضاً بالمعنى العام للكلمة، حيث أنّه في شهر مارس/ آذار من عام 2016 تم افتتاح معرض الكتاب ” التركي” الموسّع ، وشارك قسم للمطبوعات العربية فيه مشاركة خجولة، اقتصرت على عدد قليل من الدور العربية ( دار القلم ، ودار الإيمان ، ودار الإرشاد ، ودار الفكر ، ودار البيروني ، و المركز الثقافي العربي ) ومما لوحظ في هذا المعرض التركيز على كتب الأطفال والكتب الدينية والروايات بالمرتبة الأولى ، وغلاء ثمن الكتب مقارنة بالكتاب التركي .
المعرض المنتظر:
تتجه أنظار محبي القراءة وعالم الكتب إلى ” قاعة أرض المعارض/ الإكسبو ” قرب مطار أتاتورك حيث سيتم افتتاح معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي ( سيضم المعرض أكثر من 200 دار نشر عربية ، و 70 ألف عنوان ، منها 10 آلاف موجهة للأطفال، وسيتخلل المعرض ندوات ثقافية ومحاضرات لأكثر من 30 محاضراً من مختلف البلاد العربية والإسلامية، وعدد من الشخصيات التركية البارزة ومنهم رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو ).
يعتبر هذا المعرض أضخم فعالية ثقافية عربية، ونظراً للتواجد العربي الكثيف في مدينة إسطنبول (حسب آخر إحصائيات تركية ، فإنّه يقطن في تركيا 3 مليون عربي ثلثهم في إسطنبول ) فإنه من المتوقع أن يشهد إقبالاً واسعاً من العرب المقيمين أو حتى من السيّاح الذين سيتصادف وجودهم للسياحة وقت افتتاح المعرض ( 18 تموز وحتى الـ 24 منه ) .
نصائح سريعة لزيارة موفقة لمعرض الكتاب :
كي تكون زيارتك لمعرض الكتاب موفقة يجب أن تُخطط لها بعناية، كون المعرض سيكون ” أياماً معدودة” وسرعان ما سينقضي، فإن لم تركّز فيه على ما تريده ضاعت منك فرصة الاستفادة الكاملة ..
لن أطيل عليك سأسرد 13 نصيحة فقط لضمان زيارة موفقة وممتعة :
1- اذهب وحيداً: هذه هي النصيحة الذهبية لمعرض الكتاب، والتي لا أراها أنانية مطلقاً، فأنتَ في النهاية ذاهبٌ لشراء الكتاب،وليس للحديث مع أصدقاءك عن الكتب، هذا له وقتٌ آخر، ذهابك منفرداً سيوفر عليك كثير من الوقت، ويعطيك مساحة أكبر للتحرك بحريّة دون الاضطرار للالتزام مع أحد.
2- اطَّلع على معلومات المعرض قبل بدءه ( مكان إقامته، وقت الافتتاح، أهم دور النشر المشاركة، الفعاليات المرافقة للمعرض وحدد أيها مهمة بالنسبة إليك للحضور ) هذا الاطلاع سيساعدك في ترتيب أولوياتك الحياتية بناءً على المعرض، وتتعرف على طبيعة الكتب الموجودة فيه، والتي ستكون من ضمن حصيلتك الشرائية.
3- كنْ قناصاً وأعدْ قائمة: خلال السنة، لابدّ أن يمرّ بك شعور برغبة عارمة في اقتناء كتابٍ ما ( إما لحاجتك الخاصة، أو لأهميته لك في البحث والدراسة والتخصص، أو ربما لشهرته، وذياع صيته، وتصدره قائمة الكتب الأكثر مبيعاً) لا بأس، هذا هو الوقت الأمثل لتحقيق أحلامك المؤجلة، بتحضيرك لقائمة الكتب المرغوبة لديك ستنحصر مهمتك الأولى في المعرض بتحصيل ” صيدك الثمين” قبل الانتقال إلى الجوائز الجانبية للرحلة، وحذار من بريق الكتب المبهرجة والتي تكون أرخص من الحبر التي كتبت فيه، وكتب الأكثر مبيعاً” الاستهلاكية”، ولا تشتري كتاباً فقط لأن عنوانه لفت نظرك، أو اسم مؤلفه ” مشهور”.
4- حاول أن يكون اليوم الأول ” للاستكشاف” وخذ جولة كاملة في المعرض لتتعرف على دور النشر عن قرب، والأسعار، والإصدارات الجديدة، ولو استطعت ألا تشتري شيئاً في اليوم الأول فافعل( اعلم أنّ هذا الطلب صعب التحقق وخصوصاً للمغرمين بالكتب، لكن من خلال حضوري لبعض معارض الكتاب وجدتُ أنّ تأجيل الشراء ليوم أو يومين ليس خياراً سيئاً).
5- إن كُنتَ متفرغاً ولا عمل لديك أو في إجازة، اذهب باكراً إلى المعرض، واخرج متأخراً، في ذهابك الباكر سيُتاح لك الاطلاع على دور نشر جديدة بعيداً عن زحمة الزوّار، وربما أتيحت لك الفرصة لتقليب بعض الكتب المميزة، واقتنائها.
6- ضع ميزانية: من تجربتي الصغيرة، أعلم من نفسي أنك لو وضعتَ في يديّ عشرة آلاف دولار( وهو مبلغ ضخم نوعاً ما ) لشراء الكتب لأنفقته غير متردد، لذا فكنْ على حذرٍ ، وكن حصيفاً في إدارة أموالك قبل الشراء، فما كل الكتب تستحق الاقتناء، وكتب متوفرة بصيغة إلكترونية قد كُفيتها، فاجعل لَكَ رصيداً معيناً لشراء المهم من الكتب، واترك هامشاً للطوارئ والمفاجآت والهدايا.
7- ساومْ: لا تعتمد على الأسعار المكتوبة على أغلفة الكتب، ولا تثق كثيراً بالتخفيضات المبهرة التي يضعها ” ورّاقو الكتب” فهم في غالب الظنّ ” تجاراً” وليسوا أهل مصلحة، فلا تخجل من مفاوضة على كتابٍ ما، وكن ذكياً بالاطلاع على أسعاره على الإنترنت قبل الشراء ، وقارن بين الأسعار والدور التي تنشر نفس الكتاب بطبعات مختلفة.
8- خذه قبل أن تفقده: هذه النصيحة تنطبق على عدد محدود من الكتب، وهي الكتب النادرة، أو التي تكون ممنوعة مثلاً في بلد المعرض، أو تكون مظنّة ألا توجد إلا في معارض الكتب،فهذه خدها ولا تخفْ، فربما ندمتَ على تفويتك فرصة اقتنائها.
9- تخفف: ارتدِ ملابس خفيفة ( نحن في شهر تموز لا تنسَ ذلك) والبس حذاء رياضي لسهولة المشي والتنقل، واجعل حقيبة الظهر مستودعك الأمين ( شاحن جوال إضافي، دفتر صغير لتسجيل الكتب المهمة، قارورة مياه للشرب، طعام خفيف كي لا تضطر لمغادرة المعرض، والشراء من خارجه، كاميرا لو لديك ).
10- لا تُقارِن: لا تجعلك همّك مقارنة الكتب التي اقتنيتها مع كتب من يحضر من معارفك وأصدقائك، فلكلّ واحد منكم أولوية واهتمامات منفردة، ولو خرجتَ بكتابٍ واحد فقط تستفيد منه لتمّت لَكَ الفائدة من المعرض.
11- تفقد قبل الشراء: لا تشترِ كتاباً قبل أن تطّلع على مقدمته، والفهرست، وقلّب صفحاته بتأنٍ لعل هناك سقط أو أوراق محذوفة، ولتعلم أنّ صاحب دار النشر لم يطّلع على كل كتاب يأتيه من المطبعة، وهذه هي مهمتك، كي لا تُفاجئ بطبعة رديئة بعد عودتك للمنزل، وتضطر للعودة مرة ثانية للمعرض.
12- لا تشترِ إلا ما أنتَ محتاجٌ إليه الآن ( ولمدة سنة تقريباً، فأغلب الكتب التي اشتريتها في المعرض السابق لم تفتحها صحيح ؟! ) وحاول أن تجرد مقتنياتك في البيت قبل التوجه للمعرض، كي لا تكرر شراء كتاب تظنّ أنك بحاجة إليه وهو موجود عندك في الرف.
13- أخيراً؛ لا تجزع إن لم تحصِّل كل الكتب التي تبغيها، فهذا لن يكون المعرض الأخير، والأيام قادمة بإذن الله، فاستمتع بما اشتريت، وما لَمْ تُحصلّه في هذا المعرض أجّله للمعرض القادم ، وربما ماتت بعد سنة رغبتك في اقتناء ما كُنتَ متحرقاً لشراءه هذه السنة، فالطموحات تختلف، والأذواق تتبدل، والأولويات يُعاد ترتيبها.
زيارة موفقة للجميع.
جميل ، وفقك الله أبا أحمد .
أتفق معك يقوة في نقطة جعل اليوم الأول للإطلاع وتأجيل الشراء للأيام التالية ، أيضاً نقطة مقارنة الأسعار .
في بعض معارض الكتب يكون هناك جهاز خدمة ذاتية يمكّن المستخدم من البحث عن كتاب معيّن ومعرفة أماكن تواجده ( في أي دار ) وسعره لدى كل دار منها .
كنت أتمنى الحضور لكن للأسف ، لن أكون متواجد إلا بعد نهاية المعرض بخمسة أيام ):
الحمدلله .
ننتظر تدوينة أبا أحمد عن المعرض بعد زيارته ..
حفظك الله .
حياك الله أخي حزام..
حتى الآن لا أعرف تفاصيل إدارية عن المعرض، ولن يكون بالطبع كمعرض الرياض أو معرض أبو ظبي،لكني آمل أن يكون مميزاً
خسارة أننا لن نتشرف بك في المعرض، وفقك الله، رحلة سعيدة!
سيتميزالمعرض بحضور السيد احمد اوغلوا … والسيد ابو احمد ….. 🙂
سلمك الله صديقي، هذا شرف لي