هذه هي التدوينة رقم ( 10) في رمضان، وأنا سعيد بهذا الرقم ليس لأنّ ما أكتبه شيء خارق ومميز، أبداً والله، بل فرحاً بالاستمرارية
تلك العادة الصغيرة _ أياً كانت _ التي تبدأ شاقة على النفس، ما تلبث أن تتحول إلى كرة ثلج ضخمة
هنا يقفز إلى ذهني مباشرة وبشكل عفوي كل ما يتعلق عن الجملة الشهيرة التي لا أعرف قائلها الأول: “استمرارية السعي تقتضي / لا تقتضي حتمية الوصول” وطبعاً لست بصدد تحريرها ولا نقدها، لكن يهمني منها هو أمر واحد فقط: فعل التراكم.
يستحيل أن تفعلَ أمراً – مهما كان بسيطاً – وتداوم على فعله مدة زمنية وبشكل متواصل دون انقطاع إلا ويتحول هذا الفعل إلى جزء أصيل من شخصيتك، وحتى لو تخليت عنه لاحقاً، يبقى أثره باقياً فيك.
أمنا عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: “كان عمله دَيمة” رواه البخاري.
و«الدِّيمةُ» في الأصلِ: المطَرُ المُستمِرُّ مع سُكونٍ بلا رَعْدٍ ولا بَرْقٍ، ثمَّ استُعمِلَ في غَيرِه؛ شَبَّهَت عَمَلَه في دَوامِه مع الاقتصادِ بدِيمةِ المَطَرِ، وهذا اللفظ من أجمل ما مرّ معي عن التتابع المنظم الهادئ البعيد عن الصخب، عملة ديمة، أيّ أنّه يلتزم الأمر الذي يرغب به ويثبت عليه ويفعله بكل الأوقات والظروف.
من الأمثلة اللطيفة على عمل الديمة في مجال الكتابة ما يفعله سيث غودن (Seth Godin) في مدونته، حيث يكتب كل يوم تدوينة في مجال الإدارة أو التسويق ولا تتجاوز التدوينة أحياناً الـ 200 كلمة!
ومثل ذلك ما يفعله الصديق عبدالله المهيري في مدونته الجميلة صفحات صغيرة، والصديق يونس أيضاً في مدونته، وأكيد هناك آخرون لا أعرفهم لكنهم مستمرون على هذا الفعل الجميل.
وقالوا قديماً إنّ تتابع قطرات المطر على الصخر قادرٌ على أن ينحت فيها، وكذلك الأفعال اليومية الصغيرة سيأتي يوم وتكون جبلاً عملاقاً.
الخميس 10 رمضان 1442هـ الموافق لـ 22 أبريل 2021م .
ما أجملك. ليتك تطيل المكوث هنا.
يخلي لي قلبك الطيب يا راضي.. سعيد بك وبحضورك
أبشر علي عيني.
على راسي يا حبيب.
نبغى تدوينة عن كيف جعلت التدوين ديمة عندك ولو لعشرة أيام 💭 ، لدي العديد من المحاولات الفاشلة للأسف في محاولة التدوين اليومي وحتى الآن لم أجد الطريقة المناسبة لي 💭 حكينا عن طريقتك يمكن تفيد. وشكراً لك بكل حال
بإذن الله أفعل
شكراً لكم