أحبّه.. هكذا بدون أي مقدمات، ولأنّي أحبّه – فرّج الله عنه – أحبّ لكم أن تقرأوه وتشاهدوه وتسمعوا له.
ولأنّ كتبه غير متوفرة بيسر، وكثير منها غير متاح بشكل إلكتروني [ pdf ] فكّرت بأن أنشر لكم كل يومين مقالاً من كتبه.
مقال اليوم سيكون من كتاب [ لُقماني.. مقالات ربما ].
ومن لم يعتد على أسلوب الشيخ، فلا يستعجل الثمرة، اقرأ النص مرة ومرتين، ومرّره على عين قلبك حتى تستضيء من أنواره.
أمّ اللحظات.. استمساكاً لإطالة المُكث.
“جميـل أن يحتفـي المـرء بنفسـه ، مستحضراً اتساع معنـى الاحتفاء بمثـل قـول الخليل إبراهيم عليـه السلام في وصف الله تبارك و تعالى [ إنه كان بي حفيا ] مريم ( 47 ).
و أليق اللياقات و أرقاها ذوقا إفاضـة المـرء على نفسـه بـكل مـا يفيـض بـه مـن النبل و الفضـل علـى غيـره ، مستحضراً في ذلك مطلق قوله صلى الله عليه و سلم ” ابدأ بنفسـك”.
وفي صـورة مـن وديـة تواصلـي [ معـي ] تواصـلاً شفائياً مفعماً بطيـب الأنفـاس الـودودة ، تخاطبت [ إليّ ] قائلاً لـ[ آخري ] هذه الحكاية اللطيفة – وصفـك بالجنـون نـوع مـن التشـريف –
بدأت و أنا أتفيأ ظـلال سـروري ( بي ) مجالسـاً ( صامتـي ) الحقيقي .. فأسـر إلـيّ في حلاوة من الأنس بـي قائلاً : ( عليّ ) صافح نفسك في الطريق إليـك، و تعانـق و إياك كلمـا تقـت، ولترِ صوتك الجوّاني طائـراً يقـودك، و عليـك بالزجل فقلبك حمامة، و اشتق مـن ثغرك المؤمل فجراً، و استدفئ عند العاديات بجمرة الإصـرار المتقدة، وأدمن الإبحار في بريق عينيك المشتاقتين، وتعطـر بحريق لوعات اللحاق، و تذكّر أن تجـرّب مغازلتك، فمحيـاك تـورد أدرنالينا، و اركب جواد سبق السبق عزماً، و تنورس فقـد استبدلت عن الأقدام بالأجنحة، وابتنِ جسـراً مـن كل نومة هجرتها، و أمطـر فـإن لك نفساً هطّالة، و اهتف للنجـوم الـتـي غفـت مـن فـرط الانتظار لتحتشـد، و حـدّق في طيـات كوامنـك مـن الجواهـر، و صـغ لـك منهـا فـأسـاً تـزرع بـه حقلاً للمرسـلات مـن الآمـال، و لتلقـك حالمـاً عنـد شـرفات ربيـع الصحـو، و لتكن مهنتك الإشراق و لتوقفـك شـادياً للمتعثرين في دروب العـرج بالفـرج، وانثر دموعـك في طريق الأقدام للإقدام زهـوراً، و احتفل بأنك لا زلـت تـراك، و ثق أنك الوليـد دومـاً مـا دمـت طـائـراً لا سائراً، وليكن أعظـم أدوية السفر حرقة !!
عندهـا تبستن صـدري و فاح منه عبيـر قميص يوسف على وجه يعقـوب صبـري فارتد نصيـرا.
بالمناسبة كانت هذه محاولة مني لتجريـب فـكـرة الغرق في اللحظة شعوراً بها و امتلاءً بما يمكن أن ينتج عنها، و هذا عادة ما أدرّب به نفسي على أن يكون لـي [ في اليـوم يـوم ] والوصية لمن طال عهـده [ بـه ] : جالسك تجـدك“.
وأرشح لك الاستماع قبل القراءة أو بعدها أو أثناءها على هذا الدعاء الجليل بصوته النديّ:
يوم الخميس 10 رمضان 1442هـ الموافق لـ 22 أبريل 2021م.