أنا مدينٌ للكتب بكثيرٍ من الامتنان، فقد علّمتني، ونورّت بصيرني، وأمتعتني في خلوتي، وزادت من كثافة حضور الحياة بين جنبي.
وممتن أيضاً للمجلّات – تلك الكُتب المصغّرة التي لم تلق رواجاً كما الكتب – بما أثرتني به من معلومات، ومعارف وتصورات وصور وحكايا.
مجلة العربي:
بدأتْ قصتي مع المجلات من سنوات حيث لازمتني مجلّة ماجد ( قليلٌ منكم من يعرفها وكثير منكم سمع عنها) ثم فجأة انتقلتُ إلى عالم الكبار مع مجلّة العربي ( التي لا تزال تصدر حتى اليوم وتُكمل عامها الـ63 ) حيث أن والدي رحمه الله تعالى كان من المهتمين بها، وكان لا يفوّت عدداً لها إلا ويقتنيه، وبعد أن رأى محبتي لها أصبح يشتري كل شهر نسختين، نسخة له ونسخة لي، ومع أنّي أقرأ نسخته بعد أن يفرغ منها لأبقي نسختي جديدة دون مساس، إلا أنّ هذا الفعل أثّر بي جداً، وجعلني مدين لوالدي رحمه الله في تعلقي بالحرف.
كانت الرحلة مع مجلة العربي تبدأ من لحظة تمزيق الغلاف النايلون عنها، وهي متعة شهرية لا يعرف لذتها إلا من جرّبها، ثم يبدأ التهام المقالات والصور ( على فكرة أكره كلمة التهام للكتب وأراها كلمة تسيء لفعل القراءة لكني آثرت ذكرها هنا دلالة على الفعل المرافق حينها).
أكثر ما كان يلفت نظري فيها هو الصور الملوّنة التي تغطي مساحة المجلة بصفحاتها التي تتجاوز الـ 100 وخصوصاً الأغلفة الجميلة المميزة والتي تنبهتُ لاحقاً أنّ كل عدد منها لا بد أن يحوي صورة لوجه ما.

استمرت علاقتي بالمجلّة حتى بداية الثورة في سوريا، وبعد سنة ونصف من اندلاعها توقف وصول أعدادها إلى حمص، ثم سافرت وشغلت عنها ولم أعد أقتني أعدادها، ولكني بقيت متابعاً لها وأطلع على بعض إصدارتها إلكترونياً.
المجلة العربية:

لا أستحي أن أقول بأن معرفتي بهذه المجلة كان عن طريق الصدفة، لكنها الصدفة التي تحولت لحبّ من طرف واحد واستمرت إلى وقت كتابة هذه التدوينة.
مجلة سعودية أدبية أنيقة، مهتمة بالأدب والشعر والفنون والمسرح، مواضيعها منوّعة، وملحقها الشهري (كتاب العدد) من أجمل ما يمكن أن تقرأه.
والجميل فيها أنّ المجلة وملحقها متاحان للتحميل بشكل إلكتروني ( سأضع لكم في نهاية التدوينة هدية صغيرة ترقبوها).
مجلة الوعي الإسلامي:

وصلتني هدية من أبو عمار – الله يذكره بالخير – صاحب مكتبة دار البصائر في حمص، وأصبحت بعد ذلك تقليداً شهرياً لا أفوّت منها عدداً.
وأيضاً الملاحق المرفقة بالمجلة كانت جميلة ومنوعة، والغريب أنّها لم تكن ممنوعة في سوريا، على الرغم من أن بعض مواضيعها كانت تعتبر ثورية – في حينها – ولعل هذا من حسن حظنا ومن غباء النظام عموماً.
بعض أعدادها متاحة للتحميل من هنا
مجلة الدوحة:

أعدّ تعرفي على هذه المجلة من أجمل هدايا عام 2017 ولا أذكر بالضبط كيف كان اللقاء الأول، لكني أعرف أنّي ما فوّت قراءة عدد منذ تعرفت عليها ( ربما فوت قراءة عدد أو اثنين لكني أرجع إليها كل مدة).
ما يميزها جدّة المواضيع، وجمال الطرح، وحسن الإخراج، وتنوّع الملفات المطروحة.
وأيضاً المجلة متاحة للتحميل من موقعها الرسمي هنا .
مجلة أوج:

مجلة ناشئة، مهتمة بالقضايا الفكرية والعقدية والمجتمعية، صدر منها حتى الآن 8 أعداد، لكن كل عدد منها يحوي مقالات وبحوث رصينة لعدد من الأقلام المميزة والشابّة.
ويمكنكم تحميل أعدادها ومتابعة مقالاتها عبر قناتهم في التلغرام أو حسابهم في تويتر.
مجلة قوارئ:

كتبوا في معرّفهم في تويتر:
“مجلة فصلية إلكترونية تصدر كل ثلاثة أشهر عن @RFriends_ ، تطالعون فيها كلّ ما يهم القارئ العربي”
صدر منها حتى الآن 13 عدداً، وهي مختصة بما يهم عالم القراءة والكتب ويمكنكم أيضاً تحميل كل الأعداد من حسابهم في تويتر.
في الحقيقة هناك عشرات المجلات الثريّة وفي مجالات مختلفة، لكني ما ذكرتُ إلا هذه لأنّ لي اتصال دائم بها، وأثق بما تقدمه.
======
* الهدية التي وعدتكم بها.. قناة في التلغرام فيها كل أعداد كتاب العدد للمجلة العربية [ هنا ]
السبت 5 رمضان 1442هـ الموافق لـ 17 أبريل 2021 م
مقال رائع جدا و ثري استفدت منه و قررت العودة لقراءة المجلات بالمناسبة لدي هواية تجميع الجرائد 😁💜
ممتاز.. كل التوفيق لك