أثناء تجوّلي في منصات التواصل الاجتماعي، أمرّ غالباً بترشيحاتٍ لكتب ومقالات لفتت نظر القرّاء أو حازت على إعجابهم، وهنا “يلعب فار القراءة في عبّي” هل أثق بكلامهم وترشيحهم؟ أو أتجاهل كلامهم؟ ولو تجاهلت هل سيفوتني متعة ما حصّلوه؟ ولو فاتني هل سأقنع بما عرفت؟ وسلسلة لا نهائية من الـ “هلاّت” التي تلتهم عقلي الفضولي.
هذه الحيرة لا بدّ لها من سكّين يقين يقطعها، وقد وجدتُ هذه السكّين صدفةً وأثبتت نجاحها بنسبة تفوف الـ 89,56% في اختيار الكتب وقراءتها والتمتع بها.
الأسرار مجرّبة بشكل شخصي لكن لا يعني أنّها ناجحة مع الجميع، فكما تعرفون التجربة الشخصية هي الدليل الأضعف بين الأدّلة العلمية إذا ما وُضعت في سياق التعميم، بل جلّ مافيها أن تؤخذ للاستئناس والمكاشفة.
1- لا تثق بكلام الخبراء
“الخبير في القراءة” لقبٌ لم يحزه إلا قلّة من البشر، وليس كل من قرأ كتابين أصبحَ خبيراً بها. الأمر أعقد من ذلك كما تعلم، ومع هذا أقول لك: لا تسمع لآراء الخبراء كثيراً واجترح تجربتك القرائية بذاتك.
نعم استرشد بآراء من تثق بهم من الأصدقاء والمعارف، لكن لا تجعل كلامهم قبلةً لك فيما تقرأ.
2- ابدأ من الخلف
كثيرة هي النصائح التي تطلبُ منك الاطلاع على اسم الكتاب، والمؤلف، والفهرس، وأن تأخذ جولة عامة في الكتاب، في المرة القادمة جرّب هذه الخدعة، خذ كتاباً وافتح على آخر 5 صفحاتٍ فيه واقرأ، إن شعرتَ بما يشدّك إليه عد للبداية وأكمل القراءة، جرّبتُ هذه الخدعة مع بعض الروايات وكانت تجربة ممتازة
هنا سلسلة لطيفة لنهايات روايات عالمية، ما رأيك أن تأخذ جولة؟
“وهكذا تظل زوارقنا تتخبط ضد التيار
— Waleed (@waaleeed9) ٣ سبتمبر ٢٠١٧
والمياه تسحبنا إلى الوراء، إلى الماضي بغير انقطاع💔”
غاسبي
أجمل نهاية في الروايات الإنجليزية حسب الغارديان pic.twitter.com/7gB5JpdA0Y
3- العشوائية المنظمة:
امسك كتاباً ما، وافتح على صفحة عشوائية فيه، لتكن الصفحة 87، اقرأ منها هل تفهم شيئاً؟ هل تشعر بانسجام تام معها؟ إذا كان الجواب نعم؛ انتقل لصفحة أخرى، 114 مثلاً.. ها ما شعورك؟ انسجام؟ جميل جميل.. أكمل مع صفحة عشوائية أخيرة ولتكن 221، إذا كان شعورك ذاته فيبدو أنّ الكتاب سينال إعجابك. خذه واقرأه.
4- اجعل منصة الـ goodreads في الأخير:
كثيرون حين يواجهون عقبة قراءة كتاب لم يسمعوا به من قبل يكون أول تصرّف منهم التوجه نحو الموقع القرائي الشهير ( goodreads ) لقراءة آراء الناس عنه، وللأمانة أحياناً يكون كلام الناس عن الكتب سبباً قوياً في النفور/ الإقبال عليه، لكن لا ننسى أنّ آراءهم هي [ انطباعات شخصية ] وليست نقداً محكّماً، فما يعجب الآخرين لا يشترط أن يعجبك.ولأنّ كثيراً من الكتب تُظلم من بالتقييم الشخصي، أحبّ لك أن تخوض التجربة بنفسك.
5- ثق بحدسك:
كما أقول إنّ عناوين كثير من الكتب مضللة، في الجهة المقابلة عليك أحياناً أن تثق بحدسك في معرفة الكتاب إن كان يناسبك أو لا. جرّب أن تقلّب العنوان في عقلك، وأن تستشف منه المحتوى، في غالب الكتب العنوان يكون يوحي بالمضمون لكن بطريقة غير مباشرة. خذ كتاباً لا تعرفه أبداً، ولم تسمع بكاتبه إطلاقاً وليكن [ لو أنّ مسافراً في ليلة شتاء ] لإيتالو كالفينو
ماذا تتوقع أن يكون؟ ( وضعتُ لك طُعم بالمناسبة).
6- اقرأ
لا تنتظر أن يأتيك الوقت المناسب، ولا الحالة النفسية، ولا الفراغ. طالما وصل الكتاب إلى يديك اعتبره رسالة، واقرأه، وإذا مللتَ منه اتركه وانتقل لغيره. لا تجعل القراءة وكأنّها “واجباً ثقيل الظلّ عليك” بل اعتبرها “متعة إضافية” و “لعبة أنتَ تختار قواعدها”.
إذا كنتَ محتاراً بأسماء الكتب، سأضع بين يديك سلسلتين فيها أكثر من 200 عنوان، وما عليك إلا أن تجرّب حظك فيها. من يدري.. لعلّ الكتاب الذي يلتهم عقلك موجود هنا!
القائمة الأولى وفيها أسماء 100 كتاب عن الكتاب
بمناسبة #اليوم_العالمي_للكتاب جمعتُ لكم [ 100 عنوانٍ من الكتب المتعلقة بالكتاب ]
— حُلمْ حمص (@Homs_dream) ٢٤ أبريل ٢٠١٩
بعد مشورة الأصدقاء الكرام، والمتابعين الأفاضل، فالفضلُ لهم أولاً، ولكل من شارك وساعد وكتب.
لم أدّعِ الإحاطة في القائمة ولا الحصر، بل الغاية التذكير والجمع في مكانٍ واحد.
❤️❤️ pic.twitter.com/RyQP88OZDZ
القائمة الثانية وفيها أسماء أكثر من 60 كتاب عن القراءة هنا
لا تنسَ القاعدة رقم ( 1 ) كما اتفقنا 🙂
أتفق معك في كل النقاط ما عدا النقطة رقم 2…
أكره حرق النهايات ،وإن احترقت لدي لن أكمل الكتاب أبدا 😑
أتفهم هذا، لكن يستحيل أن تحترق الرواية من قراءة سطور نهاية القصة دون معرفة السياق
أو ربما هذا رأيي
أنت لا تعرفني إذن 😃