لكل عالِم مفتاح يعرفه المقربون منه، أو الذين تمرّسوا في قراءة نتاجه، وأنجبُ الطلاّب هم الذين يسهّلون على المريدين بلوغ مرامهم من الشيخ أو الأديب أو العالم بتذليل تراثهم للقراءة والاطلاع.
وبالرغم من أن العشوائية في القراءة لها فوائد غير محدودة، إلا أنّ المنهجية في تتبع تراث إمام أو عالم لها الأثر الأكبر في تصور التراث بشكل أفضل، خصوصاً لو كان بين المؤلَف الأول والأخير عمراً عريضاً، فمن المعروف أنّ الأفكار يصيبها التغيير والتبديل، ومعرفة وقت الكتابة والتأليف يساعد في فهم السياق العام للكتاب، ويجعل التصور للأفكار المنضوية فيه أكثر هضماً وفهماً.
وقد درجَ السلف على هذه العادة الحسنة ( التدرّج) فكانوا يربون طلابهم على قراءة صغير العلم قبل كبيره.
قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى [كونوا ربانيين] = حلماء فقهاء، ويقال: “الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره”.
وقبل مدة تتبعتُ بعض العلماء الذين وضع لهم خطة لقراءة تراثهم بالتدرج المناسب من البداية حتى النهاية، فتحصلتُ على 5 أعلام كبار.
مع العلم أنّ هذه الخطة ليست إلزامية وإنما هي اجتهاد شخصي من أصحابها، ويمكن الأخذ بها من باب الاستئناس.
1– الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
لقراءة تراث الإمام ابن تيمية رحمه الله نقرأ نصيحة الشيخ عصام المراكشي فيما ذكره رداً على سؤال أحدهم فقال:
وقع السؤال عن منهج مقترح لقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فأجبت:
تبدأ بقراءة بعض كتبه الصغيرة والمتوسطة، وهي – على صغر حجمها نسبياً – عظيمة النفع في فهم المنهج العلمي لشيخ الإسلام، وفي ترسيخ أصول عظيمة لفهم الوحي والذب عنه. وتطالعها بهذا الترتيب:
. رفع الملام عن الأئمة الأعلام
. التحفة العراقية
. قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
. الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان
. شرح حديث الافتراق
. صحة أصول أهل المدينة
. الواسطية والمناظرة فيها
. الفتوى الحموية
. التدمرية
. النبوّات
. كتاب الاستغاثة أو الرد على البكري
. بغية المرتاد
. الإيمان الأوسط
. اقتضاء الصراط المستقيم
. الصارم المسلول
ثم تجرد مجموع الفتاوى كاملا
ثم منهاج السنة النبوية
ثم الجواب الصحيح
ثم درء التعارض
ثم بيان تلبيس الجهمية.
وتكون بذلك قد أحطت بأغلب تراث ابن تيمية رحمه الله. ا.هـ
2- طه عبدالرحمن:
أذكر أن الصديق “وعد المحيا” وضع خطة شخصية لقراءة تراث طه عبدالرحمن، وأدرجها في تغريدة له.
3- عبدالوهاب المسيري رحمه الله:
ومن الأشخاص الكرام الذي سهلوا القراءة للدكتور عبدالوهاب المسيري الصديق “مهند الهويدي” جزاه الله خيراً، فقد قام بعمل جليل بأن رتب تراث الدكتور بالتسلسل الزمني، ووضع رابطاً لكل كتاب للتحميل والقراءة.
يمكنك الاطلاع عليه هنا.
4- محمود شاكر أبو فهر رحمه الله:
شيخ العربية من أكثر الأدباء والعلماء الذي خُدموا في قراءة تراثهم، ولمن أراد الاطلاع على جميل ما كُتب عنهم فعليه بكتاب الشيخ الحبيب وجدان العلي [ ظل النديم ] ففيه من المواقف الإنسانية الجليلة التي تدل على سمو أخلاق الأستاذ محمود رحمه الله وصبره وجلده في طلب العلم والأدب.
أما عن الخطة في قراءة تراثه فقد وقفت على مقال للدكتور الكريم “محمد موسى كمارا” أسماه: “المنهج الصحيح لقراءة تراث شيخ العربية محمود محمد شاكر“.
5- مالك بن نبي رحمه الله:
أما عن المفكر الجزائري الشهير والمهندس الأنيق مالك بن نبي رحمه الله تعالى فقد قرأتُ مسبقاً أن مكتبة دار الفكر في دمشق قد أصدرت كُناشاً فيه أبرز مؤلفات مالك بن نبي رحمه الله وفيه أيضاً تسسلسلاً منهجياً لقراءة كتبه – لكني لم أقف عليه بنفسي للأسف – فمن يعرفُه أو مرّ عليه فليكرمني به.
وقد رأيتُ مقالاً للأستاذ “معمر حبار” يحكي فيه عن كيف تبدأ بقراءة تراث مالك بن نبي أسماه [ كيف نقرأ مالك بن نبي ] .
هذا ما جمعته على عُجالة، ولو كنتم تعرفون خططاً لقراءة تراث أحد الأدباء أو المفكرين أو العلماء فأسعد بمشاركتكم في التعليقات.
يوم الخميس 3 رمضان 1442هـ الموافق لـ 15 أبريل 2021