نشر الصديق أنس سمحان في مدونته الشخصية نصاً جميلاً ترجمه عن حالة الإعياء التي ترافق الإغلاق بسبب جائحة كورونا، بعنوان [«فتور» الجائحة: حالة الإعياء من الإغلاق].
أقتبس منه:
يمكننا القول إن الفتور هو الابن الأوسط المتروك بلا رعاية في عالم الصحة النفسية. فهو يقع في منطقة بين الاكتئاب والازدهار، ويمكن تعريفه على أنه غياب العافية. لا تظهر على الشخص أعراض الأمراض العقلية، ولكن لا تكون معافىً عقليًا أيضًا. لا يمكنك العمل بطاقتك الطبيعية. يخنق الفتور مُحفزاتك ويدمر قدرتك على التركيز ويضاعف إمكانية تقليصك لعملك أو لما تقوم به بشكل عامٍ. ويكون الفتور في هذه الحالة، أكثر شيوعًا وأكثر ملاءمة للأعراض من الاكتئاب الشديد، وفي بعض الحالات، قد يكون عامل خطرٍ كبير يؤدي لاحقًا للإصابة بأحد الأمراض العقلية.
أدعوكم لقراءته هنا ومشاركتي آراءكم عنه.
السبت26 رمضان 1442هـ الموافق لـ 8 مايو 2021م.
مصدر الصورة البارزة: unsplash
سبحان الله كأنه يصف ما أمر به حاليا وما مررت به في السنوات الأخيرة.
حالة من الفتور لا هي اكتئاب كي نعالجه ولا هي ازدهار كي نكون في حالة من الرضا والاستقرار .
بدأت عندي بعد التخرج من الجامعة ورغم كوني الاولى على دفعتي الا انه وبعد التخرج لازمتني حالة الفتور هذه ولم انجز شيئا ذا قيمة على الاطلاق!
اقول في نفسي ما الذي جرى لك يا فتاة اين تلك الطاقة اين العزيمة والمثابرة ؟ الست نفس الشخص الذي كان يدرس دون كلل؟ صحيح انني كنت امر بفترات فتور خلال الدراسة الا انها لم تكن تدوم طويلا فسرعان ما ارجع لسابق عهدي .
لكن هذه المرة مختلفة واحاول ان اجد السبب ولم اجده للان للاسف.
حصلت على وظيفة جيدة ولله الحمد لكن وكما يقول المترجم لم اشعر بالابتهاج ابدا!
المشكلة انني امارس حياتي الاجتماعية والوظيفية بشكل طبيعي والحمد لله فلا تظهر علي سمات الشخص المكتئب . الا ان حالة الفتور والخمول والركون للراحة لازمتني ولا تزال الى الان.
تأتي علي فترات قصيرة احاول ان انجز فيها شيئا ذا قيمة لكن ما ان انغمس حتى يداهمني الفتور والتشتت مرة اخرى.
اقول لنفسي ربما انا بحاجة الى mentor شخصي يراقب ما افعل ويوجهني ويقوم بوظيفة الجامعة سابقا من تنظيم وتنسيق للمواد الاكاديمية.. بعدها اقول هذا الكلام لا يليق بفتاة تخرجت من الجامعة ويجب ان تكون مسؤولة عن نفسها وتنظيم حياتها.
بعدها اقول ربما السبب هو كوني فاشلة في التخطيط فانا لا اكاد احصي عدد المرات التي خططت فيها ولم انجز شيئا على الاطلاق . واخر مرة البارحة عندما وضعت خطة لهذا الاسبوع حيث كنت اكتب واكتم الضحكة في نفسي قائلة : “وكأنك ستنفذين ما فيها حقا!”
ثم اقول ربما السبب هو كوني من جيل الالفية الذي يستثقل الصبر و اعتاد استعجال النتائج )على حد وصف المتحدث التحفيزي نسيت اسمه(
ثم اقول ربما يكون هذا بسبب وسواس الشيطان الذي يريد ان يقعدني عن الخير
لم اجد جوابا الى الان للاسف .
ولا اعرف اذا ما كنت انا فقط اعاني من هذا ام انها حالة منتشرة ومسكوت عنها.
الامر الذي يزيد في حسرتي هو معرفتي بامكاناتي وان باستطاعتي تقديم المزيد لكن يعطلني عنه نفسيتي المهزومة.
اخر شيء قررت البارحة ان اغلق كل وسائل التواصل بما فيها يوتوب كخطوة اولى نحو استعادة اللايف ستايل القديم ايام الدراسة. ثم وضعت جدولا )وها انا ذا اضحك على نفسي مرة اخرى( وقلت لانغمس في مراجعة كتاب مهم لي على الصعيد المهني .
قبل قليل خطرت مدونتك على بالي قلت لعلي أجد فيها ما يفيدني فلم ازرها منذ سنة او سنتين وسبحان الله وجدت هذه التدوينة امامي.
اعتذر جدا عن الإطالة لكن سبحان الله كأن شيئا داخلي تفجر عندما قرأت المقالة.
شكر الله لك وجزاك الله خيرا على ما تكتبه وتنشره وارجو ان تستمر في التدوين .
يا أهلاً يا شفق
تعليقك أضاف لي أكثر مما أتوقع وشكراً لك حقاً على هذه المكاشفة
وللأمانة أنّ كثيرين مثلك يمرون بنفس هذه الحالة، ولا أدري بالضبط كيف الخروج منها لكني أعرف شيئاً أكيداً أنّ كل مرحلة عمرية نمر بها يكون لها استحقاقات مختلفة، ليس من المنطقي ان نسحب استحقاقات مرحلة لننقلها كما هي لمرحلة أخرى,
مبارك تخرجك ومبارك استلامك وظيفتك، ولعل ما ينقصك الآن هو معرفة نمط الحياة الذي تفضلينه – سواء كان مناسباً الآن أو سيكون مناسبا ًفي وقت لاحق –
إن شاء الله أبشري.
جزاكم الله خيراً
الله يبارك بيك أخي أبو أحمد ..
واتفق معك فيما ذكرت من كون كل مرحلة لها معطياتها واستحقاقاتها الخاصة بها.
وكذلك مسألة نمط الحياة الجديد الذي يتناسب ومتغيرات المرحلة.
وهناك نقطة لا أعرف مدى تأثيرها وهي مسألة ضغط الاقران او ال peer pressure
ففي أيام الدراسة كان هناك نوع من التواصل الحقيقي مع آخرين يشاركونك نفس البرنامج وتخوضون معا نفس التحديات وكان ذلك يسهل عملية الاندماج في التعلم والتحصيل.
أما الان فقد غلقت المشتتات والحمد لله .. صحيح انني عانيت بعض الاعراض الانسحابية في البداية، لكن ما زلت صامدة والحمد لله. تبقى مسألة الانغماس والانصباب نأتي لها تدريجيا ان شاء الله .
وفقكم الله لما يحب ويرضى.