خطوة .. خطوتين للوراء

“لا أريدُ أن أبقى طيناً ياربّ .. أريدُ أن أحلّق”

بهذه الكلمات صرخَ قبل أن يقفزَ من الطابق السادس والعشرين محلّقاً في فضاءات تستهويه، بعد أنّ امتلأ صدره قيحاً مما يرى ويسمع، وآذاه تردّي البشرية نحو قاعٍ لم يجد له تفسيراً منطقياً .

في عالمٍ متسارعٍ جداً، يغدو فيه التقاط المرء لأنفاسه عملاً بطوليّاً يستحق الإشادة ..

وفي جو من المزاحمة ومشاركة كلّ شيء تقريباً وانعدام الخصوصيّة يليق بمن لازال مؤمناً بالسكن الداخليّ أن يتوقف قليلاً، ويراجع نفسه وخططه، وأن يرتّب أوراقه الذاتيّة، في عزلة شبه صحيّة تُعيد له مابقيَ من إنسانيته المدهوسة تحت عجلات الظلم المبثوث في أرجاء المعمورة.

من أجل ذلك قررتُ التوقف عن النشر في جميع منصات التواصل الاجتماعيّ ( كنتُ قد أغلقتُ حسابي في الفيس قبل حوالي شهرين ونصف واليوم أغلق ما تبقّى منها ) ولن أكون متوفراً على أيّ منصة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

و كي لا أفقد لياقتي الكتابية؛ سأستمر بالكتابة هنا،وهي فرصة لمواجهة الصفحة البيضاء بعيداً عن هوس الإعجابات.

هل سيتحسن العالم بالعزلة ؟؟ بالتأكيد لا ، لكن نحنُ نعم.. ربما نغدو أكثر حصانة !

لمَ أقول هذا لكم؟ هذا الخطاب هو تذكيرٌ لي لا أكثر 🙂

9 تعليقات

    • صباح الخير راما
      أهلاً فيك وقد سبقتني إليها وأنت أخبرُ بها مني
      وفيك بارك الله وبعلمك وعملك
      بالمناسبة .. شكراً على قراءتك لعمل ( المقر صفر ) عرفتُ أنّه أنتِ قبل أن أقرأ التتر 🙂

  1. صباح الأنوار .. نعم أجلس هنا منذ مدة كافية أنرت مكانك وسلمك الله ..
    اووووه شكراً لهذا .. عموماً كان واجباً ولا شكر عليه .. هو أفضل ما حصل مؤخراً 🙂 ..

  2. “لا أريدُ أن أبقى طيناً ياربّ..أريدُ أن أحلّق”
    ما هو مصدر هذا الأقتباس ؟

اترك رد